الأحد 28 أبريل 2024 مـ 04:21 مـ 19 شوال 1445 هـ
جريدة النور
نادي النصر الرياضي
نادي النصر الرياضي
رئيس التحرير محمد حلمي
”نيوم” تجذب اهتمام المصارف العالمية بفرص استثمارية واعدة ضبط عاطل بث مقطع فيديو ادعى انتشار المتسولين في منطقة الحسين بالقاهرة ضبط (533) مخالفة لقائدى الدراجات النارية لعدم إرتداء الخوذة. مركز الملك سلمان للإغاثة يقدم خدمات طبية ودورة تدريبية في فن التصوير الفوتوغرافي للاجئين السوريين في مخيم الزعتري بالأردن رئيس الوزراء المصري يصل الرياض للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي أوبرا ”زرقاء اليمامة” تخطف أنفاس الحضور بلوحة فنية بصرية وفق أرقى المعايير العالمية انطلاق فعاليات ”مهرجان الثقافات والشعوب” الثاني عشر بمشاركة طُلاب من 170 دولة بدعوة من المملكة.. عُقد الاجتماع الوزاري للمجموعة العربية السداسية في الرياض لبحث تطورات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الزمالك يتأهل لنهائي كأس مصر للكرة الطائرة بعد فوز صعب على الطلائع أصحاب النوايا السيئة فسروها غلط.. محمد عبد المنعم يكشف سر لقطته الغريبة أمام مازيمبي الأهلي يستأنف تدريباته بدون راحة استعدادا لمواجهة الإسماعيلي (صور) رونالدو يقود النصر أمام الخليج بالدوري السعودي

حكاية أسوأ أزمة اقتصادية شهدتها مصر في عهد الفاطميين.. ظهرت في الحشاشين

مسلسل الحشاشين
مسلسل الحشاشين

الشدة المستنصرية أو الشدة العُظمى، هكذا ذُكرت في كتب التاريخ أسوأ مجاعة مرَّت بها مصر أو أسوأ أزمة اقتصادية، ظهرت مشاهدها في مسلسل الحشاشين الذي يُعرض في الموسم الدرامي الرمضاني بطولة الفنان كريم عبدالعزيز والذي ظهر باسم حسن الصباح أبرز الشاهدين على الأزمة.

أسباب الأزمة

روى الدكتور عبدالله أشرف، أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس، القصة الكاملة للأزمة التي ظهرت في مسلسل الحشاشين، موضحاً أبرز مشاهدها والتي نقلها المسلسل مثل أكل الكلاب والقطط إلى أن اختفت الكلاب، فيقول: شهدت مصر العديد من الأزمات والمجاعات خاصة في عهد الفاطميين الذين حكموا البلاد تقريبا من سنة 341 هجرية إلى 567 هجرية وأشهرها المجاعة والأزمة الاقتصادية سنة 395 هجرية والتي استمرت حتى 399 هجرية أي من 103 ميلادية الـ 109 ميلادية وكان الخليفة الفاطمي هو الحاكم بأمر الله الفاطمي».

في البداية، شرح الدكتور عبدالله أشرف في حديثه لـ الوطن»، أسباب الأزمة، موضحاً أن أشد الأزمات في عهد الفاطميين، هي الشدة المستنصرية أو الشدة العُظمى في عهد الخلفية المستنصر والذي تولى الحكم سنة 427 هجرية 1036 ميلادية وكان عمره 7 سنوات وظل يحكم 60 سنة حتى 487 هجرية 1094 ميلادية، بحسبما رواه أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية.

شهدت فترة حكم الخليفة المستنصر العديد من الأزمات، خاصة مجاعة سنة 444 هجرية وأخرى سنة 446 هجرية ومجاعة أخرى سنة 447 هجرية وأخرى سنة 448 هجرية حتى سنة 450 هجرية، ووفق أستاذ التاريخ، كلها فترات شهدت مجاعات وأزمات اقتصادية في عهد وزيره اليازوري والذي لم يكن بكفاءة على حل هذه الأزمات والذي كان يخفي على المستنصر حال الرعية الحقيقي.

سيطرة السلاجقة

ازداد الأمر سوءًا فيما عُرف بالشدة المستنصرية أو الشدة العُظمى من سنة 457 هجرية حتى 464 هجرية، وذلك بسبب عدم وجود سيولة كافية في الأسواق، ووصف الدكتور عبدالله أشرف، المرتبات حينذاك بـ المعدومة»، وقلت مصادر الدخل بشكل كبير في البلد بسبب سيطرة السلاجقة على منابع التجارة التي كانت تخضع للفاطميين.

وأثناء هذه الفترة، نقص فيضان النيل بشكل غير طبيعي وسجل النيل منسوبا منخفضا لم تشهده البلاد منذ آلاف السنين يكاد يكون منذ عهد الفراعنة، حسبما أكده الدكتور عبدالله أشرف، حيث أدى نقص هذا المنسوب إلى نقص العديد من الأراضي الزراعية وخرجت الأراضي عن الإنتاج ونقصت المحاصيل والغلات وحدثت أزمة في الاحتياج كالقمح والحبوب والشعير: حبوب اعتمد عليها المصريون كغذاء يومي».

مظاهر الأزمة

ووفق الدكتور عبدالله أشرف، قال إن المصادر التاريخية أكدت أن آثار هذه الأزمة امتدت في كل أنحاء مصر، خاصة في الأحياء الشمالية لمدينة الفسطاط والعسكر وشهدت مصر أسوأ أزمة اقتصادية مرت بها حيث تزايد الغلاء وأعقبه الوباء، حتى تعطلت الأراضي عن الزراعة واستولى الجوع لعدم وجود أقوات، وبيع رغيف خبز في النداء بزقاق الأناديل في الفسطاط بخمسة عشر ديناراً وبيع الأردب من القمح بـ80 ديناراً وأُكلت الكلاب والقطط حتى قلت الكلاب فبيع كلب ليؤكل بـ5 دنانير وتزايد الحال حتى أكل الناس بعضهم بعضاً.

كما فقدت مصر، نتيجة الأزمة أكثر من ثلث سكانها بعد الإحصائيات، من شدتها اضطر المستنصر أن يبيع كل ما في قصره من ذخائر وثياب وأثاث وسلاح وصار يجلس في قصره على حصير، وتعطلت دواوينه وذهب وقاره بل قيل إن بناته وأمه حاولن الفرار من مصر إلى بغداد بسبب الجوع وضغط الأزمة الاقتصادية.

كيفية الخروج من الأزمة

وعن إجابة التساؤل الخاص بـ كيف تجاوزت مصر هذه الأزمة؟»، قال أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية، وفق المصادر التاريخية: لم يكن إنقاذ البلاد من هذه الأزمة ممكناً دون الاستعانة بقوة عسكرية قادرة على فرض النظام واستتباب الأمن وحماية الخلافة نفسها وإنهاء حالة الفوضى التي انتشرت فيها حتى فقد الخليفة كل سيطرته عليها وتقلص نفوذه وانحسر داخل القصر وتقاسمت فرق الجند كل أقاليم الدولة».

أدرك الخليفة المستنصر بالله الفاطمي أن الخروج من هذه الأزمة لا يكون إلا بقائد عسكري يحقق الأمن بقوة ففكر في قائد أرمني كان يتولي عكة في ذلك الوقت يُعرف ببدر الدين الجمالي فكاتبه سراً عن طريق وزير له يُسمى أبي فرج محمد بن جعفر المغربي وكان يعمل حاجب ديوان الإنشاء.

رحب القائد العسكري بطلب المستنصر، واشترط عددا من الأمور أولها أن يأتي إلى مصر برجاله وألا يُبقي على أي من عساكر المستنصر، والذي وافق على ذلك، فضلا عن القبض على بلداكوش» قائد فرقة الأتراك، وفق الدكتور عبدالله أشرف.

بدر الدين الجمالي

بدأ بدر الدين خطته الإصلاحية بمؤامرة شبيهة بمذبحة القلعة لمحمد على وقضى على كل رؤوس الفتنة في مصر، وأصبحت الفرق العكسرية المتحكمة في كل شيء، وأعاد الأمن والأمان، وأصبحت الكلمة الأولى والأخيرة له، ليصبح بدر الدين هو الوزير الأول في مصر الفاطمية وهي أول وزارة تفويض في مصر الفاطمية، وفق الدكتور عبدالله أشرف، وأعاد للبلاد وحدتها وأمنها وقوتها، كما عفى المزارعين من الخراج على أرضهم لمدة 3 سنوات ثم فرق الأموال على التجار لشراء الحنطة من البلاد المجاورة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1694518953288-0'); });