جريدة النور

د.شريف صلاح الدين يكتب عن : رأي خاص

د.شريف صلاح الدين
د.شريف صلاح الجدين -

شاهدت واستمعت بتركيز عدة مرات مثل ملايين العرب والمصريين لمقطع فيديو .. المصرية الأمريكية .. مي خريستي لاحظت الآتي .. مع كل التقدير للمخالفين في الرأي .. المقطع هو مشهد تمثيلي ممتاز .. يستحق بالفعل عدد المشاهدات والتفاعل والشير الكبير .. استخدام المصحف مع الملامح الغربية يكون له تأثير كبير ومذهل .. نحن أسرى العواطف حتى لو تم تدمير العقل والمنطق في الطريق .. استخدمت .. السيدة مي آية واحدة فقط .. في غير محلها تماما .. والعجيب أنها .. مع هذا الاستشهاد الفاسد .. أعجبت الكثيرين .. وهذا يثبت طغيان الإعجاب بالجمال و طريقة العرض .. على المنطق والعلم والتفكير الناقد .. لم تفهم هي بكل تأكيد .. هذه المعاني القرآنية.. وخذوا حذركم .. و ليأخذوا حذرهم .. هذه التعليمات الإلهية التي نزلت من فوق سبع سماوات على النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام في ميدان الجهاد .. يعني في هذه المواقف ستسري عليكم قوانين الكون العظمى .. حتى وإن كان أفضل البشر مع صحابته في أشرف مكان .. ميدان الجهاد في سبيل الله .. لم يكن الأمر الإلهي .. خلوها على الله .. ولا قولوا يا باسط .. ولا هذا القرآن معكم فلا تخافوا ولا تأخذوا بالأسباب .. ولكن خذوا حذركم .. و ليأخذوا حذرهم .. يعني .. كل أساليب الوقاية للحفاظ على أنفسكم وأسلحتكم .. هل تعتبرنا .. السيدة مي .. أفضل من النبي والصحابة في هذا المشهد العظيم .. حاشا لله .. فيكفينا أن يكون القرآن معنا لنهزم الفيروس .. لم تفهم .. السيدة مي .. قول الحق سبحانه .. ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة .. و أحسنوا .. إذا سلمنا بحسن نية .. السيدة مي .. فقد أخطأت في .. عدم ذكر أي شيء في الفيديو خاص بتوخي الحذر والوقاية التي هي خير من العلاج .. طلب ممارسة الحياة والأنشطة بشكل طبيعي .. وتجاهل ما حدث في بلدان نعرفها جيدا .. إيطاليا .. فرنسا .. ألمانيا .. بريطانيا .. إيران هذه الدول التي تبكي دما الآن .. لأنها مارست حياتها بشكل طبيعي .. كما تريدنا السيدة مي أن نفعل !!!

ولم تتعامل .. هذه الدول .. بشكل صحيح مبكرا مع الأزمة .. وعلى الرغم من أن منظومتها الصحية تفوقنا عشرات المرات .. الا أن الأمور خرجت عن السيطرة في هذه الدول .. هذا إذا افترضنا حسن النية .. أما إذا فتحنا الباب لقراءة أخرى لأفكار .. السيدة مي .. دون الخوض في اتهامات المؤامرة وسوء النية .. فإن هذا الفيديو هو تشجيع وتأصيل لثقافة تفاؤل التواكل وهو الفيديو الأسوأ خلال هذه الأزمة فيديو تدميري بإمتياز .. لإطلاق رصاصة الرحمة على ما تبقى من العقلية العربية .. اللهم أرزقنا الصدق والصواب والإخلاص في الفكر والقول والعمل .. ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا .. اللهم إنا نسألك العفو والعافية وحسن الخاتمة .. سنرحل جميعا ويبقى الأثر .. فليكن أثرنا جميلا وعظيما .