جريدة النور

جلابية شِرك

الإثنين 8 سبتمبر 2025 04:15 مـ 15 ربيع أول 1447 هـ
قصة قصيرة بقلم: إلهام عفيفي

على مشجب بسيط خلف باب غرفة بسيطة تتعلق تلك الجلابية المقلمة بفتحتها التي تأخذ شكل رقم 7 وكأنها متأهبة دائما ليرتديها، كلما سمحت له ظروفه ان يعود الى منزله من ذلك البلد البعيد الذي يعمل به.

كانت تستقبله كلما ادخل رأسه في طوقها بكل محبة وحنان، كانت تفتقده، وكان يعتز بها ويجد راحته في ارتدائها؛ فرغم طول وجودها معه، لم يفكر ان يرميها أو يهبها لأحد، لذا كانت تحبه وتشفق عليه فهي من عايشت أيام سعادته مع حبيبته وشريكة عمره، ثم أحزانه حين أختطفها الموت منه، وسفره ليرمي بنفسه في دوامة العمل حتى يشغل نفسه عن التفكير، كانت تتمنى أن تراه سعيدا.

وبعد 10 سنوات رأته يدخل غرفته ففرحت به، ولكنها تعجبت فهو لم يكن وحيدا هذه المرة، من تلك الجميلة؟ هل وقع أخيرا في الحب؟ هل تعب من وحدته؟ هل قرر أخيرا أن يعيش حياة طبيعية مع امرأة تشاركه تلك الحياة فتروي جفاف عمره الفائت.

كادت تنطق وتطير سعادة حين شاهدتهما يضحكان ويعيشان معا اجمل لحظات الحب، وحين دق الباب أخذتها حبيبته وارتدتها، فشعرت وكأن نسيجها يعود نباتا يرتوي من عرق الحب، نظرت اليه زوجته بابتسامة دلال وقالت: حلوة عليا؟.. فاتسعت ابتسامته العاشقة ضمها إلى صدره، وهو يقول لها بمفردات الأرض الطيبة المحببة إليه "دي جلابيتنا الشِرك".