• الرئيسية
• مقالات الرأي

كتب-عبدالمحسن سلامة -- نقلا عن الاهرام

على الطريقة الترامبية أطلق الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خطته المثيرة للجدل والتى تضمنت 20 بنداً كما نشرها البيت الأبيض.

الخطة مثيرة للجدل، وفيها تكمن تفاصيل كثيرة، وقد استجاب فيها ترامب لبعض مطالب رئيس الوزراء الإسرائيلى نيتانياهو، وقام بتعديل بعض بنودها، وألفاظها، لتتماشى مع ما كان يطالب به نيتانياهو طبقاً لما تم نشره فى وسائل الإعلام الأمريكية والإسرائيلية.

ربما يكون أفضل ما فى الخطة هو وقف القتال، ورفض التهجير، ودخول المساعدات، وإعادة الإعمار، لكن تبقى مشاكل كثيرة فى التفاصيل، والمدد الزمنية، وآليات التنفيذ، وبقاء قوات الاحتلال مسيطراً على بعض الأماكن، وطريقة حكم غزة، ومستقبل قيام الدولة الفلسطينية.

فى العاشر من أكتوبر 2023 أثناء حفل تخرج دفعة جديدة من أكاديمية الشرطة، وبعد إنتهاء الحفل، فتح الرئيس عبدالفتاح السيسى حواراً مباشراً مع الحاضرين، حول الحرب فى غزة، وبخبرته وصواب رؤيته شرح الرئيس أبعاد الموقف وخطورته، وما تحمله الأيام من مخاطر على الشعب الفلسطيني، والضغوط التى سوف تتعرض لها مصر لقبول تهجير الفلسطينيين إليها، تمهيداً لتصفية القضية الفلسطينية.

أتذكر جيداً ما قاله الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر فى هذا اللقاء حينما قال إن هناك ضرر أكبر، وضرر أصغر، والضرر الأكبر هو تهجير الفلسطينيين، وتصفية القضية الفلسطينية رافضاً الرضوخ للتهديد والوعيد بشأن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء.

أثبتت الأحداث صواب الرؤية المصرية، وصدقيتها، ونجحت مصر فى إفشال مخطط التهجير حتى الآن، لكن حدث تدمير هائل فى قطاع غزة،

الآن أطلق ترامب خطته المثيرة للجدل والتى تحتاج إلى تفكيك لألغامها الكثيرة بهدوء وعقلانية، بعيداً عن «الانفعالية» التى يمكن أن تؤدى إلى المزيد من الخسائر والمشكلات.

ربما يكون التجمع العربى - الإسلامى الذى اجتمع معه ترامب قبيل إعلان خطته هو أداة مهمة للتعامل مع ألغام ترامب إذا ما قبلت بها حماس وفصائل المقاومة أو حتى رفضتها .

صحيح ان الخطة «غائمة» وبها ألغام كثيرة، لكنها تتضمن بعض البنود الايجابية التى تحتاج إلى من يتعامل معها بذكاء بعيداً عن العصبية والتشنج أو اليأس والإحباط.