جريدة النور

حلم الخبز بدون كحول يتحقق.            

-


تحتوي معظم المجتمعات على عادات و تقاليد تكون بمثابة قنبلة موجهة في وجه أفراد المجتمع و خاصتا الشباب، فكلما أراد الشباب الخروج عن المألوف و الأبداع و الأبتعاد عن الوظيفة الحكومية سلط عليهم ألف سهم و سهم من أفواها اللائمين و المحذرين و المعاتبين، و قد تصل للنحيب و البكاء ليثنوه عن هذا الفعل و يقنعوه بأتباع العادات المجتمعية المتوارثة، بالتمرمغ في تراب الميري و الألتحاق بكليات القمة،.

لا أعرف من حدد هذه السلوكيات و لا من جعلها ، تتوغل في مجتمعنا بالتأكيد هو شخص قد مات من مئات السنين و لم يبقى له أي آثر أو ذكرى، فكيف سنعرفه و هو الذى لم يترك لنا كتابا و لا مشروعا و لا فنا و لا أي شئ يدل على أن هذا الشخص كان يحيا فهو فضل القدوم و الرحيل عن الحياة في صمت بدون بذل أي مجهود للأبداع.

و قد وعد الله سبحانه و تعالي المؤمنين بأنه لن يضيع أجر من أحسن عملا، و لن يضيع أجر كل من أجتهد و سعي، فهو أمرنا بالسعي و التوكل على الله و لم يأمرنا بالوصول للنجاح، أو حتى للوصول لمراحل معينة من النجاح لنحظا برضا الله، بل لقد وعدنا بأن مجرد سعينا سوف نثاب عليه، لذا فما الداعي للخوف المميت في مجتمعنا و تحطيم أمال و أحلام العديد من الشباب فرب العزة أمرك بالسعي فقط و التوكل على الله ووعدك بأنه لن يضيع أجر عملك.
،

و جاءت أزمة فيروس الكورونا لتجعل الجميع يبدع مرغما حتى لو كان يفضل المألوف ، فقد جعلت الأزمة العلماء و المهندسين و الفنانين و كل المهن تبدع، لتستطيع أتباع تعاليم التباعد الأجتماعي مع المواصلة في ممارسة أعمالهم، فنجد من أبتكر تقسيم أماكن تواجد المواطنين لمربعات تحقق لهم المسافة الأمنية، و نجد الدول تسعي لتشجيع كل القطاعات بها و توفير تسهيلات لها لتنتج مخزون إستراتيجي لتأمين حاجة مواطنيها في ظل أزمات التصدير الحالية من طيران و نقل و خلافة مما جعلنا نرى بلاد كانت تتغنى بتقدمها يقف بها طوابير من الطالبين أعانات مادية أو وجبات غذائية.

و تأتي مريم هشام أحمد لتضئ لنا كنجمة و كمثال من أمثلة الخروج عن المألوف، فقد درست هندسة الطب الحيوي، و مع ذلك هجرت ذلك لتتجه لتفتتح مطعمها الخاص ف مدينة تورنتو بكندا، و ذلك بعدما أتجهت لممارسة فن الطبخ الذي أصبحت مبدعة فيه، مما شجعها لتشارك في مسابقة ماستر شيف في كندا و تفوز بالمركز الأول لتحظي بمطعمها الخاص، و من المواقف الطريفة أنها تحكي أنها كانت تعد في حلقة خبز، و كان من مكونات قالب الحلوى الكحول، فطلبت من البرنامج الدولي أستبداله، و استجابوا نظرا لموهبتها المميزة، و عرضوا تنويها على شاشة التليفزيون أثناء بث الحلقة موضحين أن قالب الحلوى قد يبدو مختلف لانه أنجز بمكونات معينة تماشيا مع المعتقدات الدينية.

لقد انتهى زمن المألوف و جاءت أزمة فيروس كورونا ليصبح الكل مطالب بالخروج من الصندوق و بالتفكير المبدع لأن هذه المرحلة لم تعد تحتاج الشخص التقليدي بل تحتاج الشخص المبدع في كل مجال الذي يفرض حضوره بموهبته و بأنجازه، و يكون ممن يعمرون في الأرض دمتم مبدعين. ،