بنجلاديش أخلاق بالفطرة

كتبت: جهاد محمد مرزوق

بنجلاديش إحدى دول جنوب شرق آسيا ذات مساحة جغرافية صغيرة وكثافة سكانية مرتفعة، تقع بين دولتي الهند وبورما، يمثل المسلمون فيها 90% من جملة السكان .... تعتبر بنجلاديش من الدول الفقيرة التي تصدر العمالة لدول العالم وخاصة دول الخليج العربي ...قد يصيبك وصف الفقر بكثير من التوقعات السلبية ...فكثيرا ما اعتبرنا الفقر مبررا مقبولا لتصرفات لا تليق ولأفعال تزيد من فوضوية الحياة حولنا، لكن واقع المجتمع الفقير هناك كان مختلفا لم أقرأ ولم أشاهد عنه في التلفاز او في وسائل الإعلام ولكن التقيت بهؤلاء الطيبين على أرضهم الصغيرة الجميلة، عشت معهم أكثر من شهرين. وقد استوقفتني أمور عده هناك أولها جمال هذه البلدة الذي لم يقتصر فقط على الطبيعة الخلابة وبساطة المعيشة بل تعداها إلى أخلاق لم أجد لها مماثل في الكثير من البلدان الأخرى. وقفت حائرة أمام شعب لم يضطره فقره وحاجته إلى سرقة الغير أو التوسل إليه ومحاولة تقديم المساعدة بشكل دائم أتذكر عندما أردت الذهاب إلى أحد الأماكن وضيعت طريقي فسألت ضابط الشرطة ليصف لي الطريق فإذ به يرسل معي عسكري ليوصلني إلى حيث أريد. ناهيك عن الأمان الذي تجده بينهم فيمكن أن تتجول في أي ساعة من الليل في شوارع البلدة ومن المستحيل أن تتعرض للسرقة أو أي اذى فهو شعب مسالم لأبعد ما تتخيل. وبعيدا عن الازدحام والضوضاء الذي يسود العاصمة دكا لكن عند حلول الليل تجد الهدؤ والسكينة تعم المدينة حتى المحال التجارية تغلق غالبا ف 10 مساءا وتجد الشوارع خالية تماما من المارة وفي ال6 صباحا يستيقظ الجميع وتجد المدينة امتلأت بالمواطنين . أجنبية بينهم ولم أرى فيهم استغلال قط مثل الذي نراهُ في بلاد عدة، أحصل على احترام لم أرى مثيل له، ينظر إليك نظرة حب وتقدير لكونك عربي مسلم، يرى فيك القدوة والمثل الأعلى يسارع إليك فوراً ليخبرك " سلام الله عليك أنت مسلم ...وأنا كذلك مسلم " يتشوق ليسمع منك كلمة واحده أو رداً على سلامهِ، تعانقهُ السعادة عندما تبتسم له وتحدثه. طيبةٌ وأخلاقٌ وتواضع إسلامي خالص في شعبٍ لا يعرف الكثير عن الإسلام ولا يتحدث حتى بلغة الإسلام لكنهُ إسلامي الهوية والخلق.