جريدة النور

《متنطع فيس بوك》

-

__________
بقلم/السعيد حمدي
أعرف أن كلامي هذا لن يعجب البعض، و لكن إرضاء الجميع غاية لا تدرك، و مهمة الكاتب الأولى هي صناعة الوعي و تنوير المجتمع، و ليس المجاملة على حساب الحقيقة و بيع الوهم.
متنطع فيس بوك.. تلك هواية مستحدثة ظهرت بشدة مع انتشار الانترنت و سهولة التعامل معه في أي مكان و زمان، بعد اختراع الهواتف الذكية و التي جعلت كل شخص يستطيع الدخول على فيس بوك بسهولة.. و مع الوقت رأينا كائنات غريبة لا عمل و لا فعل لها سوى التنطع.
و المتنطع الفيسبوكي بحسب فهمي و بما أنني مخترع الإسم و مكتشف هذه الهواية و قد تكون مهنة لدى البعض.. هو شخص لزج ثقيل الدم و عقيم الفكر و لا يمتلك أي بصيرة أو رؤية، و مع ذلك يظن أنه الفهامة، العلامة، فلتة عصره.
و هو دائم النقد ولكن بشرط.. أن يكون نقده في المنطقة الآمنة حيث يعلم أنه لن يحاسب على ما يقول.
فنجده يهاجم كل شخص له علاقة بالدين الإسلامي تحديدا دون غيره من الأديان، و يتهمه و كأنه دخل في نواياه، و قد يتجرأ على الدين ذاته و يفتي بجهل في كل أمر و يدعي التنوير و ما هو إلا كتلة من الظلام.. و ذلك لأن تلك المنطقة و بكل أسف آمنة جدا بالنسبة لهم كما ذكرت آنفا. خاصة في ظل حالة العته الدائرة منذ سنوات.. و فكرة عقاب الله بالطبع غير واردة في أذهان هؤلاء، و الصنف الأخطر منهم هو من ضل سعيه في الحياة الدنيا و يحسب أنه يحسن صنعا.
و أيضا يمكن للمتنطع الفيس البوكي أن يهاجم دول عربية و إسلامية يجد أن هناك مساحة تجاهها، بينما لا يجرؤ حتى على انتقاد دولة الاحتلال في فلسطين على سبيل المثال أو أخرى يعرف أن ذكرها يمكن أن يكون خطرا.. بل في مرات و جدت منهم من يتحدث عن القضية الفلسطينة و كأنه أحد الأعداء، و من صفاته كراهية النجاح، و الغيرة منه و التقليل من شأنه، بينما هو فقط جالس أمام شاشة هاتفه يمارس التنظير الآمن ليس إلا.. و قد يكون شخصا محظوظا أنصفته الظروف دون فضل منه، و جعلته يعيش في مستوى معين لم يكن أهلا له بالمعايير الصحيحة، فيتوهم أنه إنسان ناجح و مميز و كل هؤلاء المختلفين على خطأ.
و الشرح في تلك الفئة يطول و لكن يمكن القياس على ما قلته لاكتشافهم بسهولة.
وقد أطلقت على مثل هذا الشخص اسم 《متنطع فيس بوك》و يمكن أن يكون رجل أو امرأ أيضا.
وهنا لابد من الإشارة لأمر هام.. و هو أن ذلك ليس معناه عدم تقبل الاختلاف في الرأي.. بل يجب دائما قبول فكرة تنوع الآراء، و لكن بشرط أن تنطلق من ثوابت و قناعات معينة حقيقية مقنعة، و ليس مجرد ترديد لثرثرات تافهة من هنا و هناك. أو من قبيل خالف تعرف، لإشباع روح الكراهية داخل الشخص.