جريدة النور

الفرق بين الكريسماس و رأس السنة

-


بقلم/ السعيد حمدي
ليس عيبا أبدا أن نتعلم ما نجهله و لكن كل العيب أن نجهل ما يمكننا تعلمه.

في هذا المقال ستجد عزيزي القارىء معلومات ربما تدهشك و سوف تفاجأ أن الجهل يسود الأمر بشكل كبير.

كما هو أصبح معتاد كل عام نجد بعض المشاهير ينشرون صورهم أثناء احتفالهم بالكريسماس كما يقولون و من خلفهم ما يسمى بشجرة عيد الميلاد.. وذلك دفعني إلى الكتابة عن هذا الموضوع من منظور فكري و عقلي و ليس من باب التحريم و التحليل، فلست أهلا للفتوى و قناعاتي أحتفظ بها لنفسي في هذا الشأن، و لكن يبدو أن كل هؤلاء يجهلون حتى الشكل الصحيح للاحتفال وموعده من الأساس، و الأمر لا يعدو كونه مجرد تقليد دون فهم كالعادة..

الكريسماس هو مناسبة دينية مسيحية و يرمز إلى مولد السيد "المسيح" عليه و على نبينا السلام، يكون ذلك في ليلة ٢٤ ديسمبر و نهار ٢٥ ديسمبر عند مسيحي الغرب، بينما يختلف الموعد عن المسيحيين في الشرق ليكون ليلة ٦ يناير و نهار ٧ يناير من كل عام.. و يعتبر ذلك أهم مناسبة دينية بعد عيد القيامة، و بناء على هذا فإن الذين احتفلوا الآن و أعلنوا ذلك على صفحاتهم الشخصية بموقع فيس بوك، و كانوا يريدون مشاركة الأخوة في الوطن و الإنسانية عيدهم قد أخطأوا، لأنهم احتفلوا مع الغربيين و لا يعني ذلك جيرانهم أو معارفهم من أقباط مصر على الإطلاق، لأن عيدهم نهاية الأسبوع الأول من الشهر القادم.

أما عن رأس السنة فهي ليست مناسبة دينية، و إنما تقليد عرفه العالم حيث يحتفلون بنهاية كل عام و استقبال آخر ليلة ٢٩ ديسمبر حتى الساعة الأولى من يناير و ذلك تفاؤلا ليس إلا، و بالنسبة لشجرة الأرز أو السنوبر التي تعلق عليها الزينة، و تسمى بشجرة عيد الميلاد، فهي أيضا هكذا، و هي مجرد شيئ يجلب الفرح و البهجة مثل فانوس رمضان و غير ذلك من الأشياء عند المسلمين ولا تعبر عن أي طقس ديني.. و قد كانت معروفة حتى قبل ظهور المسيحية إلا أنها ارتبط شكلا بها الآن، و قد رفضتها بعض الطوائف قديما، حتى استقر الأمر عليها و تم تعميمها على مستوى العالم كمظهر احتفالي مبهج في هذه المناسبة.