الأحد 11 مايو 2025 11:46 مـ 13 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة النور
رئيس التحرير محمد حلمي
×

الإمام ودعاة التجديد

الثلاثاء 4 فبراير 2020 03:23 مـ 9 جمادى آخر 1441 هـ

"ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا".. ألم يعترف دعاة التجديد بهذا الحديث، إنه شيخ الأزهر يا سادة الإمام أحمد الطيب، الذي تعدُّ مكانته من مكانة الأزهر الشريف في العالم العربي والإسلامي، فالأزهر الشريف هو مقصد لكل المسلمين في الوطن العربي والعالم وليس مصر وحدها، وهو الصرح الذي يأتي إليه المسلمون للعلم والدراسة، نعم أنا مع التجديد، وولكن إذا كان التجديد سيأتي بالتطاول على قامة وعلى عالم جليل يحظى بالاحترام داخل مصر وخارجها فأنا ضده.
شيخ الأزهر قال كلمة حق في زمن ضاع فيه الحق، عندما علق على صفقة القرن قائلا، "أصبح من يقضي في أمورنا ليس عربياً أو مسلمًا، وكنت أشعر بالخزي وأنا أشاهد الرئيس الأمريكي يخطط ويحل مشاكلنا، فهم الذي يخططون ويتحكمون في كل شئ، ولا يوجد عربي أو مسلم، وهذا هو المجال الذي لا بدّ أن نخطط له".
أرى أن استقالة شيخ الأزهر في الوقت الحالي لن تصب في مصلحة أحد سوى أعداء الوطن والمتصيدين، فهذا الرجل يمثل مؤسسة دينية تحظى باحترام العالم العربي. وإسقاطه بهذه الطريقة سيؤثر سلبا على مكانة الأزهر الشريف .
زرع القيم وتعلم احترام الآخر ليست في الدين الإسلامي فقط، فهي في كل الأديان السماوية، الإمام أحمد الطيب هو رمز وطني، قبل أن يكون رمزا دينيا.
فمصر الجديدة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، هي دولة مؤسسات، كل مؤسسة تحترم الأخرى.
أما دعاة التجديد، فأقول لهم إذا كنتم تريدون حقا التجديد، فلتحترموا أولًا هذا العالم الجليل وتحفظوا له مكانته، فمن ليس له ماضٍ لا يملك الحاضر.