الأحد 11 مايو 2025 10:13 مـ 13 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة النور
رئيس التحرير محمد حلمي
×

بدور محمود تكتب عن :التعافي من الصدمة النفسية

الثلاثاء 10 مارس 2020 08:42 مـ 15 رجب 1441 هـ
الكاتبة بدور  محمود
الكاتبة بدور محمود

تنتج الصدمة النفسيّة عن مواجهة حادثة صعبة ومفاجئة لا يتمكّن العقل من استيعابها، كالتعرّض لألم ناجم عن وفاة شخص قريب أو انفصال عن الشريك أو صرف من العمل أو خسارة أموال طائلة، ما يسبّب حالة من عدم التصديق والإنكار، يليها حزن شديد وضياع وأحياناً انعزال عن الواقع.

تستطيع المرأة القويّة والمحاطة بدائرة دعم واسعة أن تخرج من الصدمة بشكل أسرع وتتغلّب على الأحاسيس القاسية التي اختبرتها، إلّا أنّ التخلّص من تبعات الصدمات يكون صعباً في بعض الأحيان بحيث يقودك إلى الاكتئاب والعزلة، ما يتطلّب تدخّل الطبّ النفسي لمساعدتك على تحرير أفكارك وتوسيع آفاقك لرؤية الإيجابيّات التي تتناسين وجودها في حياتك.

وتختلف ردود الأفعال على الصدمات من امرأة إلى أخرى والسبب بحسب زايك يعود بالدرجة الأولى إلى التكوين البيولوجي، فكل واحدة فينا لها تركيبتها الخاصة التي يدخل فيها العامل الوراثي، بالإضافة إلى نمط التفكير وطريقة الحياة ومدى تقبّل ما تضعه في دربنا من مشاكل وصدمات، كما أنّ لبعض النساء ميل أكثر من غيرهنّ للإجهاد والوقوع تحت وطأة الضغوط النفسيّة وعدم مقاومتها.

من جهة ثانية، تؤكّد الاختصاصيّة النفسيّة أن تراكم الخبرات «يمكّن المرأة من التعامل بشكل أفضل مع الصدمات، في حين أنّ الشابات الأصغر سنّاً واللواتي لا يتمتّعن بتجارب كبيرة يقعن ضحيّة الصدمات بشكل أسرع وتنصح الاختصاصيّة المرأة التي تمرّ بصدمة نفسيّة بأن تعترف بالمشاعر التي تعيشها والأثر الذي تركته فيها، كما وألّا تبقى بمفردها بل تشغل نفسها بالتواجد مع الأصدقاء والأقارب وتحاول التحدّث مع الأشخاص المقرّبين إليها عن الحادث. كذلك، من الضروري أن تبحث المرأة عن أشخاص آخرين تعرّضوا لتجربة مماثلة وتتحدّث معهم عن كيفيّة تخطّيهم لهذه العقبة، فهم اختبروا ما تمرّ به كما أنّهم قادرون على فهمها أكثر من غيرهم.

وفي حال استمرّت الأعراض ولم تتحسّن مع الوقت، عليها عدم الاستهانة والتأجيل وطلب المساعدة على وجه السرعة.

وتؤكّد الاختصاصيّة النفسيّة أنّ نمط الحياة يساعد كثيراً على تسريع الخروج من الصدمات فـ«الانفتاح على الآخرين والتفاؤل بأنّ الغدّ أفضل والاستمرار بممارسة بعض التمارين الرياضيّة وتناول الغذاء الصحّي، كلّها عوامل تؤثّر إيجاباً على النفسيّة وتحمي من الانتكاسات»