الأحد 11 مايو 2025 11:16 مـ 13 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة النور
رئيس التحرير محمد حلمي
×

الخطاب الديني تجديد بالتمييز .. بين التوكل والتواكل

الخميس 12 مارس 2020 05:01 مـ 17 رجب 1441 هـ
د.شريف صلاح الدين
د.شريف صلاح الدين

خواطر أزمة .. وباء كرونا منن اللهم إنا نسألك الصدق والصواب والاخلاص في الفكر والقول والعمل .. في هذه الظروف الصعبة التي تجتاح العالم .. تظهر بوضوح الحاجة الماسة لإعادة بناء الفكر لدى الغالبية العظمى من عموم المسلمين .. لبس وخلط بين مفهومي التوكل والتواكل .. الشواهد واضحة للغاية .. سنذكر مثالا واحدا فقط ويمكن القياس عليه .. انظر إلى تعليمات الأمن والسلامة داخل بلاد المسلمين .. في الشركات والمؤسسات والشوارع .. وغيرها .. وقارن مع بلاد الإلحاد .. في اليابان والصين مثلا !! ولنحاول أن نجيب بصدق .. لماذا يحدث ذلك ؟ المشهد الأبسط على الاطلاق هو .. مشهد حزام الأمان داخل السيارة ؟ لماذا يكون المواطن حريصا على ربط حزام الأمان هناك في بلادهم .. ولا يكون حريصا على ربط الحزام في بلاد المسلمين .. إلا خوفا من القانون والعقاب !! على الرغم من أن ربط الحزام هو من أولويات تحقيق أمن راكب السيارة نفسه ومن معه .. وليس وازع أو رادع قانوني ؟ !! نحن .. نصلي ونصوم ونزكي ونحج .. فلماذا لا نحرص على ربط حزام الأمان أو التأكيد على إجراءات الأمن والسلامة في كل منشآتنا ؟ بكل تأكيد .. ليس السبب هو الوضع الاقتصادي ولا الاجتماعي ولا السياسي !! لماذا إذا يحدث ذلك ؟؟؟؟ إنه أماننا نحن .. وليس أمان الشارع ولا المؤسسة ولا الدولة !! لا علاقة بالولاء والانتماء .. وكل الجمل المحفوظة التي نرددها هربا من الاقرار والاعتراف بمكمن الخطأ والخطر .. بمنتهى الدقة في التشخيص .. الفارق يأتي من البنية العقلية التي نشأنا عليها وتوارثناها جيلا بعد جيل .. المفاهيم الكارثية المغلوطة !!! إنها ثقافة .. قول يا باسط وخليها على الله .. هذا هو أسوأ ما في الحياة .. خطأ كارثيا يرتدي لباسا دينيا .. كلمات لها مذاق جميل .. تستخدم كدليل على الايمان وهي أبعد ما تكون عنه !! إنه تبرير التواكل والتخلي عن المسئولية .. بإسم التوكل على الله .. إن التوكل على الله هو عمل القلب .. والأخذ بالأسباب هو عمل الجوارح .. حتى نتمكن من تجديد الخطاب .. لابد أن نجيب على هذه الأسئلة .

من المسئول عن ذلك ؟ - متى بدأ المرض ؟ - كيف يتم العلاج ؟ المشهد القرآني في صلاة الخوف .. كما علمه رب العالمين من فوق سبع سماوات للنبي صلى الله عليه وسلم .. قادر على إعادة بناء العقلية الواعية السليمة .. وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا .. سورة النساء 102 - الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم .. خير البشر .

- توجيهات للصحابة .. أفضل جماعة من المؤمنين .. - أشرف مهمة .. الدفاع عن دينهم .. يكرر رب العالمين في آية واحدة مرتين .. وليأخذوا حذرهم .. وخذوا حذركم !! ولم يقل لهم .. مع شرف مقامهم .. خلوها على الله وقولوا يا باسط .. هل من الممكن أن تحمل محنة كرونا بين طياتها .. منحة إعادة بناء عقلية الأمة .. بالفكر الجديد والتجديد .. الوقاية باجراءات الأمن والسلامة .. اهم كثيرا لأمننا الشخصي وأمن الوطن معا .. عندما يصبح مفهوم الأمن والسلامة للإنسان المسلم من أهم الأولويات في شتى جوانب حياته .. في الشارع والمصنع والمؤسسة والمدرسة والسكن .. و .. و .. عندها فقط .. يتحقق الهدف .. هذه هي أحد الخطوات الهامة لبناء الأمة .. سنرحل جميعا ويبقى الأثر .. فليكن أثرنا جميلا وعظيما .