اين الدافع؟؟؟؟؟

اتعجب من وضع أحد المعلمين الذي لا يطاع من طلابه ويتم تجاهل اوامره ولا يستطيع توجيه طلابه إلي ما يريد وأخر يحظي بالاحترام والتقدير والطاعة من طلابه!! اليس الاثنان معلمان مؤهلان بنفس الدرجة؟
بحثت عن الاجابة ووجدت أحد جوانبها في الدوافع. فهل هناك دافع للطلاب للعمل والتعلم والتعاون والبحث عن المعلومات وتنظيمها والابتكار والتطبيق ؟؟؟
يولد الطفل ولدية مجموعة من الدوافع الطبيعية. فيبحث عن الطعام في حالة الجوع ويبحث عن الماء في حالة العطش ويقوم بتنظيم انفعالاته للحصول علي ما يريد، أما عندما يصل إلي سن المدرسة فيجب أن نخلق له الدافع للتعلم وخاصة في ظل التقدم الرهيب في مجال الالعاب والانترنت وعزوفه عن المناهج التي يراها قيد يريد التخلص منه. الدافع هو أساس كل الأفعال ومنها السعي إلي التعلم. ومن يبرز وينمي هذا الدافغ غير المعلم!!.
واليكم ما فعل أحد المعلمين حينما حدد دافع لدرسه بعيد عن دافع الإنجاز، فقام بتحديد دافع الاستمتاع كهدف أساسي للطلاب وكانت النتيجة
-قيام الطلاب بالابتسام خلال العمل
-تعاون الطلاب بدون ظهور التنافس المرضي بينهم
-اختفاء العنف بين الطلاب وقلة الشكوي من زملائهم
-إنجاز المهام المطلوبة منهم دون اعتراض
-احترام المعلم واعتباره من المقربين للطلاب
هذا هو تأثير الدافع حتي لو لم يكن متعلق بالانجاز فقد أدي إلي انجاز العمل وإلي اهداف أخري
وهنا ياتي دور المعلم وأحد ادوار المعلم المحدد من قبل هيئة اعداده هي المعلم المحفز ويعتبر الدور الأكثر اهمية علي الاطلاق من وجهة نظري المتواضعة لانه المنفذ للتعلم الذاتي فما علي المعلم إلا ايجاد الحافز المناسب لقيام الطلاب بالتعلم بذاتهم والتعاون والابتكار.
وتتعلق الدوافع في هذه الجزئية بتلبية احتياجات الطلاب حيث أشار العلماء إلي ثلاث حاجات اساسية يسعي الانسان بوجه عام لتحقيقها وهي الحاجة للاستقلال، والحاجة للكفاءة، والحاجة للعلاقات. ونجد أنها حاجات نفسية تؤدي إلي الانجاز والتقدم.
فكيف للمعلم اشباع هذه الحاجات الاساسية عند الطلاب دون أن تكون مشبعة عنده أولا؟ وذلك لدعمها وانمائها عند الطلاب.
ونعود إلي التساؤل حول اسس إعداد المعلم وهل تتصمن دعم الحاجات النفسية له وهل هناك طرق لتدريبه علي التأثير ودعم الدوافع لدي الطلاب وهل اختبرت هذه قبل العمل بالتدريس والتعامل مع اجيال واجيال تشكل وجه الوطن
بالفعل نحتاج إلي المعلم الداعم المحفز الذي نستطيع تحديده في مراحل اعداده عن طريق تطبيق الدراسات النفسية والاختبارات المحددة لخصائصه وانفعالاته ودوافعه وهذا هو الدور الرئيسي لاعداد المعلم وبالطبع اغلبها إعدادات نفسية في الأساس.
اذا صدقنا علي هذا المبدأ بالنسبة لاعداد المعلم للدخول لعالم التدريس فما الوضع بالنسبة لأكثر من مليون وربع معلم علي مستوي الجمهورية يعملون فعليا ويتعاملون مع اجيال واجيال؟؟؟؟
هؤلاء المعلمون ينصلح الامر لديهم بتطبيق اختبارات نفسية تحدد درجة الثبات الانفعالي ونمط الشخصية والقدرات والمهارات وغيرها من السمات المطلوبة.
وماذا لو لم تثبت هذه الاختبارات صلاحية المعلم للعمل بالتدريس انستغني عنه؟؟؟ بالطبع لا فهو لا يحتاج إلا إلي متابعة نفسية ودعم وتشجيع وتلبية بعض الاحتياجات الاساسية مثل مناسبة بيئة العمل واعطاءه الصلاحيات اللازمة لتسيير عمله وتسوية الخلاف في وجهات النظر بينه وبين أولياء الامور للنظر إلي مستقبل الطالب بعين واحدة.
المعلم ثم المعلم هو أساس الوصول بالعملية التعليمية إلي الجودة الحقيقية
وإلي حديث أخر عن المعلم والنفسية
وفقنا الله واياكم إلي ما فيه الخير
د/الهام الدسوقي
خبير السلوك المهني