الأحد 28 أبريل 2024 مـ 06:39 صـ 19 شوال 1445 هـ
جريدة النور
نادي النصر الرياضي
نادي النصر الرياضي
رئيس التحرير محمد حلمي

مشاكل السمع ومقدار فقد الإنسان للتواصل المجتمعي بفعل الأصحاء من المجتمع البشرى

تتعدد مشاكل السمع منها فقد السمع نهائياُ الصمم وحالات ضعف السمع باختلاف درجاتها واشكالها واهم عوارضه الجانبية الطنين او مقدمات الاعاقه وهو صوت يصدره العقل فى حالة وجود خلل ما مما يؤثر على المريض نفسيا وسمعياً وعلوه يجعل الانسان يفقد سماع المحيط الخارجي لفترة ما او يفقد السمع

ففاقد السمع الأصم : هو من يعاني بفقد سمعي – أكثر من 70 ديسيبل – بدرجة لا تسمح له بالاستجابة الطبيعية للتعليم او التواصل الإجتماعى في البيئة السمعية إلا باستخدام طرق التواصل (بالهجاء اليدوي ، لغة الإشارة، قراءة الشفاه، وتعابير الوجه او بالكتابه ). وهو يفقد السمع تماما اتجاه الأصوات البشرية لكن الاصوات الطبيعيه أو الاليه أو الموسيقية تختلف باختلاف درجات مقياس السمع عند كل فرد ودرجه الصمم

ضعيف السمع: هو الشخص الذي يعاني قصوراُ وعجزاً أو نقصاً في حاسة السمع والتمييز اللغوي للكلمات والحروف والأعداد بدرجة متفاوتة لا تسمح له بالاستجابة الطبيعية للتعليم او التواصل أضافه الى عدم تمكنه من سماع بعض الظواهر الطبيعية كصوت الرعد او المطر أو الأبواب أو خطى الأقدام أو اله تنبيه السيارات وغير ذلك حسب مقدار مقياس السمع ومقدار الفقد السمعي الذي تعرض له او يتعرض له والجهة المصابة من الاذن

حيث أن الصوت البشري هو أصعب الأصوات التى تواجه ضعيفي السمع بمختلف أنواعهم فيجد صعوبه فى الفهم او السمع أو التمييز (اي يسمع لكن قد لا يميز بعض الكلام ) ويرجع هذا الى خامة الصوت الصادر من الإنسان السليم الى اذن ضعيف السمع الى جانب إنعدم بوصلة إتجاه الصوت أو مصدره احياناُ.
فهناك اصوات بشريه رديئه الصوت واصوات متوسطه الرداءة واصوات جيده واصوات ممتازه تعتمد على اسلوب الحديث المثالى الواضح السليم المخارج المنضبط السرعة

فآلية السمع متعدده ومتميزه منها تمييز الكلام وفهم الكلام عن طريق ترجمته للمخ وسماع الاصوات حسب نبرتها ومدى ترددها وطول الموجه وشكل الصوت وكثافته أضافه الى اصوات فوق الوتر وتحت الوتر وهى الكلمات التى ينطقها الغير عندما يكونون فى حالة النوم او الاستيقاظ او المرض او الاجهاد إو الهمس
فالصوت لا يلامس اوتار المتكلم بقوة لهذا يجد ضعيف السمع مشكلة فى السمع مع هذه الحالات حتى إذا كان صوته من النوعيه الممتازه .
كيف يساهم المجتمع فى فقدان السمع عند ضعيفي السمع او فقدان النطق والانعزال المجتمعي

أولا _ التخاذل فى تطبيق القانون
# عدم تطبيق القوانين من قبل رجال الشرطة واستخدام عقوبات مشددة ضد كل مصادر الضوضاء والازعاج فى المجتمع ومصادرتها سواء استخدام مكبرات صوتيه عاليه من قبل الافراد والبائعين و الجوامع والمحال التجارية والصخب فى حفلات الزفاف واصوات الديجيهات العالية المستخدمة فى المولات والحفلات والنوادى والافراح والافتتاحات
مما يؤثر بالسلب على ضعيفي السمع وفاقدي السمع ومرضى العصب السمعي والطنين ، وتعرضهم لضغوط نفسية هائلة قد تؤدي الى انفلات الاعصاب او استخدام العنف او الانتحار أو انعدام الولاء للمجتمع وكراهيته ورغبة فى الانتقام منهم والانعزال عنه .

# عدم وجود قانون يلزم بتخصيص أماكن خالية من أى صوت فى النوادي أو المطاعم أو القاعات أو الحدائق العامة واعتبارهم مغيبين من قبل المجتمع لأنه عاجز عن تلبية أبسط احتياجاتهم من الهدوء والراحة .
فالتعرض للضوضاء بالنسبة لضعاف السمع ومرضى الطنين والتهاب العصب السمعي قد يكون سبب مباشر لفقد السمع نهائياً عندهم ومن ثم عدم النطق وبهذا نكون قد قتلنا انسان بغير سكين وعزلناه عزله تامه عن التواصل المجتمعي .

# عدم تطبيق قانون منع شرب السجائر فى الغرف المغلقة او الأماكن العامة مما يؤثر التدخين بالسلب على الجهاز السمعي لعدم وصول الاوكسجين بشكل كافى الى المخ مما يضعف حاسة السمع او يسبب تدهور سمعى لضعاف السمع .

# عدم التزام الأطباء بسؤال المريض إذا ماكان هناك مشاكل سمعيه او طنين إذ تتسبب بعض الأدوية والقطرات بضعف السمع او فقده وإحداث طنين فى الأذن .

# عدم وجود قانون فى وزارة الصحة لتقليل نسبة الملح فى الأطعمة الجاهزة و المقدمة فى المطاعم وضرورة ترك الزبون يقدر نسبة الملح التى تناسب صحته لِما يسبب زيادة الملح من علو صوت الطنين والتهاب العصب السمعى ورفع الضغط.

# مشكلة النقاب وعدم وجود قانون يمنع تعامل المنتقبات مع عموم الجماهير سواء فى المدارس أو المستشفيات او العيادات الخاصة أو الوظائف التى تتطلب التعامل بكامل الوجه مع العملاء والمواطنين وذلك لان ضعاف السمع وفاقديه يعتمدون على إيماءات الوجه وحركات الشفاه فى فهم الكلام فنلاحظ ان هناك اطفال لا يحبون مدرسة بسبب عدم فهمهم لكلام وحجب إيماءات الوجه الشارح والمعبر للغة او الشعور مما يفقدهم أهم لغة للتواصل لعموم ضعيفي السمع او فاقدي السمع.

# عدم وجود قانون بالتزام جميع المحلات التجارية بكافة اشكالها بوضع الاسعار بشكل واضح ومعلومات عن البضاعة للتسهيل على ضعاف السمع وفاقدي السمع التعامل والشراء وعدم نبذهم وانعزالهم بسبب عدم توافر ابسط حقوقهم فى المعرفة وتسهيل إجراءات الاختيار والشراء لهم دون الحاجة لمعين .

ثانياً - نمط المؤسسات الحكومية الغير مشمول برعاية أصحاب الاعاقة السمعية

# عدم مراعاة استخدام تقنيات صوتية فى بعض القنوات التلفزيونية لصوتيات نقية واستبعاد مرافقة الصوت بموسيقى تصويرية
وعدم اختيار مذيعي أخبار ذات اصوات متميزة جيده الخامه طويلة المدى واضحة الالفاظ وعدم ارفاق الموسيقى التصويريه مع التقارير الاخباريه لان هذا يضعف ويشتت عملية السمع لدى ضعاف السمع .

# ان عملية وضع حواجز زجاجية بين الموظفين والمواطنين في المكاتب تسبب فى إضعاف الصوت وعدم القدرة المباشره على الفهم بشكل جيد بل ارهاق ضعاف السمع بشكل كبير فى القدرة على تجميع المفردات او فهم الكلام .

# استخدام مايك او ميكروفونات سيئه الصوت ورديئه تتسبب فى تشتيت الصوت وعدم فهم ضعاف السمع فى المؤتمرات للحديث الذى يدار فى داخل القاعة وعدم وجود مهندسين صوت متخصصين فى السمعيات والبصريات بشكل جيد وتوزيع السماعات بشكل لايحدث ضجيج او تدافع موجي غير مناسب يسبب أذى مباشر لضعاف السمع ومرضى الطنين .

# عدم وجود التعبير البصري و الضوئي المرافق للصوت فى أغلب المؤسسات الحكومية معدا البنوك التى تقوم بهذه الخدمة وبعض مكاتب البريد الرئيسية ،
اضافة لعدم وجود الشريط النصي الشارح لمحتوى الألفاظ السمعيه فى التلفزيونات أو الفيديوهات سواء الاخبار والاغاني والمسلسلات والبرامج او الندوات العامة والفصول الدراسية التى يوجد فيها فاقدى السمع او ضعاف السمع . .

# نظام الغرفه السيئة التهوية وعشوائية المكاتب الحكومية خاصة بالشهر العقارى وتكدس المواطنين يشكل عامل ضغط نفسي هائل على ذوى الاعاقه السمعيه والإعاقات الأخرى

# عدم الكشف المبكر من قبل الدولة و الاستعانة بأطباء متخصصة بالأذن الوسطى واجهزة قياس السمع على الطلاب الجدد فى المدارس والمراحل المتعدده الاخرى ومعالجة مشكلة السمع لدى الطالب مبكرا حتى لا يساهم في تفاقم المرض .
# عدم تأهيل الطلبة الأصحاء للتعامل مع الأطفال زارعي القوقعة وما يعانوه من انتهاكات جسدية خاصة بالجهاز الخارجي الذي يلتصق على رأس الطفل المريض وما يترتب عليه من اذى واحيانا افشال عملية زراعة القوقعة برمتها عند اللعب فيه .
# عدم توعية الأهل للأطفال والشباب فى التعامل مع الأطفال او الكبار ذوي الإعاقة كاساسيات عامة للتربية ..

# عدم استخدام المحليات لآلات حفر حديثه منخفضة الصوت وتعريض المواطنين لضوضاء عالية قد لا يتحملها ضعاف السمع وتعريض العامل لمرض الشلل الرعاش وفقد السمع لعدم وجود واقيات على الاذن عند استخدام تلك الحفارات على المدى الطويل .
اضافة الى سيارات النظافة التى تحدث ضجيج عالي عند مرورها فى الشوارع .

# تمكين ضعاف السمع من القدرة على تبديل البيئة المزعجة ببيئة هادئة بعيدة عن الضوضاء
# تدريس طرق وآداب الحديث السليم فى المدارس مع تدريب المعلمين على هذا اضافة للطلبة

ثالثاً - التعامل البشري مع ذوي الإعاقة السمعية


# على موظفي الدولة والقطاع الخاص المتعامل مع العملاء استخدام اللغة بشكل جيد ومخارج الألفاظ ووضوح الصوت وعلوه مع عموم المواطنين والمتعاملين معهم .

# فى التعارف الإنساني الأول هناك عدم الاهتمام من أول لقاء لاى شخص يرى انه سليم السمع انه سيقابل شخص لايعلم عن حالته الصحية شيء . فيجب أن يلزم الجانب الأيمن عند الحديث مع الضيف دائما حيث أن اغلب اصابات الضعف السمعى تكون فى الاذن اليسرى وحيث ان الأذن اليمنى هى المتخصصة والاكثر كفاءة فى سماع الاصوات اللفظية اما الاذن اليسرى فى سماع الاصوات الطبيعيه .

# بعض الاشخاص يتصورون ان الانسان ضعيف السمع يجب أن تتكلم معه بصوت عالى جدا والعكس صحيح ..لابد للصوت ان يكون قوى الخامه متجانس غير رنان النغمة وطويل المدى واضح الألفاظ غير مدغم فى كلماته وبطيء السرعه حيث تكون هناك فواصل بين الكلمه والكلمه ويتجنب الكلمات الثلاثيه الحروف بعض الشيء او الثنائية او الاعداد ويحاول المتكلم فى الاعداد ان يتبعها بإشارة يدويه تدلل على الرقم وإذا طالبك باعادة كلمه معينة كررها مع كلمة مرادفة لها قد لا يستطيع تمييز تلك الكلمه لضعف آلية التمييز لديه .

# عندما ترى رجل او امرأة تنظر الى شفاهك او قريبه أكثر من الوضع المتعارف عليه أعلم ان لديهم مشكلة فى السمع فلا تتعمد الحديث بشكل منخفض او الابتعاد بل حاول الحديث لهم مباشره وجها لوجه ومن الزاويه اليمنى مع وضع فى الاعتبار ان يكون مصدر الصوت مقارب لمستوى الاذن ليس اعلى ولا منخفض عن مستوى الاذن بمعنى اخر لا تجلس طالما صاحب الاعاقه السمعية فى حالة الوقوف لانك بهذا تباعد بينه وبين مدى الصوت . ولا تتكلم خلف ظهر المعاق سمعيا لأنه لن يسمعك .

# ليس كل الاصوات البشريه مسموعه لضعاف السمع فالأصوات قد تكون نبراتها ضعيفه أو اصواتهم تحت الوتر او قصيرة المدى لا تصل إليه او رنانه النغمه تسبب تشويش او سريعه تسبب عدم ترجمتها فى المخ او فيها عيوب الإدغام فى اللفظ وهنا يصعب على ضعيف السمع التعامل مع مثل هؤلاء الناس حتى لو كانت لديه سماعات تعويضية وسببها ردائه صوت المتحدث

# عدم تكلم أكثر من فرد فى الجلسه واتباع اداب الحديث شخص يتكلم والاخرون يستمعون أما الضوضاء ووجود اكثر من متكلم يفقد ضعيف السمع التمييز وبوصلة مصدر الصوت و يصاب بالصداع والتشتت والارهاق لعدم قدرته على فهم الاحاديث والاصوات من حوله .

# عدم مراعاة الاسرة والاهل لفاقدي السمع وضعاف السمع من تسيير امور التواصل والتفاهم بطرق غير تقليدية والانتباه الى طريقة حديثهم مع ضعيفي السمع ومتطلباتهم فى الراحة السمعيه وعدم اصدار الضوضاء التي بدورها تساهم فى زيادة انطواء وعنف وغضب ضعاف السمع وضعف مستوى السمع او فقده

رابعا -التكنولوجيا واهمالها لأمرين

# سماعات الموبايلات والتلفزيونات الحديثة اغلبها رديئة الصوت بالنسبة لضعاف السمع على عكس سماعة التليفون الارضى والتلفزيونات القديمة وأغلب ضعاف السمع تروق لهم سماعات التليفونات الارضيه لكفاءة الصوت فيها ووضوحه .

# اغلب السماعات التعويضية لا تحل مشاكل سماع الصوت البشرى بوضوح فهي إما ترفع الصوت او تخفضه لكنها لا تساهم فى تحسين ردائه الصوت و المتقدمة منها تعزل الصوت المحيط عن الصوت البشري ..ولم تتوصل الى امكانية ايجاد صوت اليكترونى يلائم المقياس السمعي للمريض بيحث يتحول صوت المتكلم لصوت الكتروني مسموع بالنسبة لضعاف السمع فى السماعات العادية كما فى الغرزه الالكترونية مع إمكانية تعديل الصوت من قبل المعاق بوجود تطبيق على الموبايل النقال يسمح لهم باجراء تعديلات تلائم حالتهم السمعيه وما طرأ عليها من تغيير أضاف الى امكانية تحويل الصوت الى كلمات مقرؤه عند البعض ..

وأخيرا أن مهمة الإنسان السليم وجهات الدولة والمجتمع المدني ونشطاء حقوق الإنسان تذليل العقبات لأصحاب الإعاقة السمعية منعا لانعزالهم عن المجتمع او عزلهم بسبب عدم اكتراث المجتمع لابسط احتياجاتهم وحقوقهم الإنسانية .