السبت 27 أبريل 2024 مـ 10:02 مـ 18 شوال 1445 هـ
جريدة النور
نادي النصر الرياضي
نادي النصر الرياضي
رئيس التحرير محمد حلمي

من سيحكم اليوم                    

رصد المراقب ن بالعديد من دول العالم. بدءا من مارس الماضي منذ بدأ الحجر الصحي لوقف تفشي فيروس كورونا تفاقم لمشاكل العنف. الأسرى داخل المنازل، وقد دعمت صحت ذلك دراسة بريطانية حديثة لدرجة أستدعت تخصيص خط ساخن لنجدة النساء و الأطفال من الأيذاء في تلك الفترة،أما في أوروبا قامت العديد من الأوروبيات بالأتفاق على كلمة سر تعني أنها خائفة و ضحية للعنف الجسدي، بينما شجعت منظمة أبعاد بلبنان السيدات على نشر قطع الغسيل في النوافذ عليها أرقام الخط الساخن للإنقاذ،و تدخلت دار الإفتاء المصرية أيضا لتهدئة الخلافات الأسرية من خلال النصائح الدينية و توصية المتخاصمين بأتباع السلوك المسالم و التعامل الكريم و الصبر على الإبتلاء، في ظل هذه الظروف أصبح الجميع يتساءل ما الذي يحدث و ما الذي حول هذ البيوت إلى ساحات حرب
أذكر وصف رائع للدكتور مصطفى محمود للبيوت المكتظة بالعنف و الصراخ أوجزها في عدة نقاط، بأنها بيوت تعيش حياة أقرب إلى الصراع على السلطة منها إلى التعاون و المحبة و الرحمة بين الازواج، فالحياة بينهم هي صراخ و تنازع حكم ورأي في كل شئ، و كأن المطلب الذي يصحو به كل طرف من سيحكم اليوم،فكل طرف يحاول سيادة الطرف الأخر آما بالشك فيه كذريعة ليدع الطرف الأخر في السجن و يعلن حالة الطوارئ و يتصنت على كل شئ، فإذا لم يجد دليل الجريمةفلا بأس يتجه لتفتيش دماغ الآخر و كسرها أن أمكن بالحجج الفلسفيةحسب درجه الثقافة و التربية لديه و أن لم يجد شيئا فلا بد أذن كان هناك شئ في ماضي الطرف الآخر قبل أن يتزوج يستحق أن يعاقب عليه المهم أن يصل الحوار في النهاية للصراخ و العويل.
. ترجع اسباب هذه المشكلةإلي أن الحب بمعناه المتداول الذي ترفعه أغلب المنازل شعارا لها هو محاولة لتملك الطرف الآخر و السيطرة عليه كما يقول الصوفي محمد بن عبد الجبار.. أن تحتل امرأة عقل رجل و تسد عليه جميع اقطاره و تصبح شاغله و مطلبه الوحيد.. هذا يعد باب من أبواب الكفر و الشرك. ،
فقد وصف القرآن العلاقة السوية بين الرجل و المرآه بأنها علاقة المودة و الرحمةو لم يسميها حباو جعل الحب مقصورا على حب الله و حب الرسول، بينما جاء مرة واحدة عن حب المرآة عن لسان النسوة حينما تكلمنا عن امرآة العزيز و فتاها الذي شغفها حبا و هو حب رفضه سيدنا يوسف و استعصم منه و إستعان بربه و أثر عليه السجن سنينا عديده. .
فيقول الدكتور مصطفى محمود البيوت السعيدة لا صوت لها، فهي بيوت يعمها السكينة و الصمت و المودة و الرحمة و الأيمان بوجود الله العادل، و يجب علينا جميعا الاعتراف اننا كلنا بنا عيوب و لسنا ملائكة و على كل منا تقبل عيوب الطرف الآخر، فقد ذكر ديل كارنيجي في كتابه دع القلق و ابدأ الحياة انه من أهم التعليمات التي ذكرتها مدرسة بوسطن المخولة للحد من التوتر و المشاكل العائلية هي.. عدم الأكتراث بعيوب الطرف الآخر.. فهو ليس ملاكا و ألا لما تزوجك ودعا كل طرف إلى كتابة مميزات الطرف الآ خر و لفرط دهشتك قد تجد من كنت تظن أنه طاغية متسلط بأنه من الطراز الذي يهتز قلبك له. .
أخيرا أقول السعادة الزوجيةهي حالة عميقة من السكينة تقل فيها الحاجة إلى الكلام و تحيط بها مشاعر المودة و الرحمة، فهي حالة رؤية داخلية مبهجة تشع ضوءها المشرق على وجه الطرف الآخر، و هي إحساس بالصلح مع النفس و الدنيا و مع الطرف الآخر و إقتناع عميق بالعدالة الآلهية، و قبول لجميع الآلآم في رضا و إبتسام .