صفقة خاسرة
بقلم إيهاب رضوان
إليها والحب في قلبينا...
كانت وحيدة في الحياة فقدت زوجها وابنها الوحيد بلغت السبعين من العمر وأصيبت بالعديد من الأمراض... كانت تعيش في شقة كبيرة فخمة وليس لها وريث عانت كثيرا من قلة المال المعاش ضئيل وهي تحتاج أدوية كثيرة..كانت دائمة الشكوى تريد أن ترتاح عدة أيام أو عدة شهور من العوز والفقر حتى ترحل عن الحياة فهي مسنة ومريضة أيضا..
كان هناك شابا من سكان العمارة يعمل محاميا يعرف قصتها
جيدا زارها ذات يوم وأخذ معه بعض الفاكهة والحلوى وطلب منها أن تعتبره أبنها أو حفيدها وأنه على استعداد تام لتلبية كل احتياجاتها من مأكل ومشرب وملبس وأدوية أيضا وانشرح قلب المرأة العجوز واعتاد الشاب أن يتردد عليها بشكل منتظم ويلبي كل طلباتها وذات يوم عرض عليها صفقة ماكرة خبيثة أعدها في عقد مكتوب..اتفاق بين طرفين..
المحامي الشاب والمرأة العجوز..يلتزم المحامي بإعطاء السيدة مبلغ شهري طول حياتها وعند وفاتها تؤول الشقة للمحامي الشاب ..نظرت له المرأة وابتسمت بمغزى ووقعت على العقد..فرح الشاب كثيرا فقد حصل على صيد ثمين العجوز مسنة ومريضة ولن تعيش طويلا والشقة تقدر بملايين الجنيهات لابأس أن يدفع عام أو عامين وربما أقل..
والتزم المحامي الشاب ببنود الاتفاق كان يدفع لها مبلغا ماليا كبيرا كل أول شهر ويمني نفسه بالمستقبل السعيد والربح الوفير من تلك الصفقة الرابحة!!!
ومرت الأيام والشهور والسنوات ...ومازال المحامي يدفع...
ثلاثون عاما مرت والعجوز على حالها ولم يعد المحامي شابا
اشتعل رأسه شيبا وأدرك المأزق الذي وقع فيه...
واحتد على العجوز وطالبها بفسخ العقد وإلغاء الإتفاق ونظرت له العجوز وضحكت مجددا ووافقته وتم تمزيق العقود وخرج المحامي مسرعا دون كلمة واحدة حزينا على ما أنفقه دون جدوى ومرت أيام قليلة وتوفيت العجوز ولم يأخذ المحامي أي شيء وذهبت الشقة للدولة وخسر المحامي ماله وشبابه في صفقة خاسرة عقدها بمكر وخبث وخسر في النهاية كل شيء.