السبت 27 أبريل 2024 مـ 11:21 مـ 18 شوال 1445 هـ
جريدة النور
نادي النصر الرياضي
نادي النصر الرياضي
رئيس التحرير محمد حلمي

نحو حياة أرقى ... الوعي المجتمعي وكورونا

الوعي المجتمعي شئ مهم وضروري فبه نستطيع ان نخطو خطوات جيدة نحو زيادة تثقيف المجتمع وحمايته من أي اخطار تتهدده ولكن قلة الوعي غالبا ما يتسبب في مشاكل ان لم تكن كوارث.

فمع ظهور جائحة كورونا زاد الوعي لدى المصريين كثيرا وان اختلف بدرجات كبيرة فهناك من التزم بالتعليمات وبقى في المنزل او على اقل تقدير اجتنب التجمع وهناك من اجبرته ظروفه المعيشية على الخروج ولكن اخذ حذره بإجراءات الحماية من استعمال الكمامات وعدم الاحتكاك والتباعد في المسافات واستخدام المطهرات وغسل اليدين بالماء والصابون لفترة ٢٠ ثانية.

لكن الحقيقة ان هناك فئة ثالثا يتمتعون بكم كبير من الإهمال او اللامبالاة ولا يدركون خطورة تصرفهم فهم لا يراعون إجراءات الحماية ويتجمعون في مجموعات متقاربة ولا يبتعدون عن بعضهم متران كما تنبه الاجراءات، وامثال هؤلاء يتسببون في زيادة المصابين بجائحة كورونا ويندمون حيث لا يندفع الندم حينما يصابون ويصيبون غيرهم ومن الممكن ان يفقدوا حياتهم وحياة اقربائهم وأصدقائهم.

وهناك فئة اخرى استطيع ان اسميها فاقدة الوعي او على طبيعتها او لم تدرك اهمية الوعي فيتصرف المنتمون لها بدون ادراك لخطورة تصرفهم كتلك السيدة التي ارادت دخول احد البنوك فطلب منها موظف البنك لبس الكمامة وتحايلت عليه كي تدخل لانها ليس لديها كمامة وتطور الأمر لشبه مشادة انهاها احد الخارجين من البنك باعطائها كمامته، وحينما طلبت منه السيدة الانتظار حتى تعطيه كمامته بعد الخروج من البنك قال لها: لا فقد اخذتها من سيدة دخلت البنك قبلي.

اي ان الكمامة دارت على ثلاثة أشخاص ان لم يكن اكثر، هؤلاء ليس لديهم الثقافة والوعي الكافي لمعرفة ان هذه الكمامة يمكن ان تصيب بالفيروس كل الذين مرت عليهم، ولعل - في رأيي - عدم استخدام الكمامة ارحم من ان نتبادلها بما يضرنا جميعا.

وامتدادا لهذه الفئة فقد شاهدت جموعا وليس عددا قليلا امام احد مكاتب التأمينات الاجتماعية وتقريبا لم اشاهد احدا يرتدي الكمامة كما ان المسافة بين الشخص والاخر لا تتعدى ٣٠ سم فلا قدر الله لو كان هناك مصاب واحد بفيروس كورونا لأصاب هذه الجموع التي ازدحمت أمام المقر، ومن عجب ان موظفي المكتب كانوا يرتدون الكمامات فتساءلت اليس هناك رجل رشيد يخرج لتلك الجموع لينبهها بخطورة ذلك الفعل او حتى يقوم مدير المكتب بحركة شهامة - كعادة المصريين وقت الشدة- فيقوم المدير ببادرة تبرع لحث موظفي المكتب على التبرع بتكلفة مائتي جنيه ليشتروا ٥٠ كمامة توزع على الجمهور ليحموا انفسهم قبل ان يحموا اصحاب المعاملات.

إننا نحتاج لتكثيف الوعي لدى جميع الفئات وخصوصاً الفئة الأخيرة لحماية أنفسنا ومجتمعنا من أضرار كوفيد-19 القاتلة ولذلك اناشد وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية ان تقوم بدورها التوعوي ليس من خلال الفواصل بين الفقرات فقط بل تخصيص برامج كاملة لتوعية وتثقيف الجميع بضرورة اتباع الإجراءات الحمائية من هذا الوباء القاتل والذي ندعو الله ان يزيل هذه الغمة عنا وعن العالم أجمع.