الجمعة 17 مايو 2024 مـ 02:18 مـ 9 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النور
نادي النصر الرياضي
نادي النصر الرياضي
رئيس التحرير محمد حلمي

خبراء عالميون في القطاع البحري يشاركون تجاربهم في ورش استدامة الصناعة البحرية بجدة

كتب-محمد حلمى

نظم مؤتمر استدامة الصناعة البحرية المقام بجدة حالياً مجموعة من الورش الفنية والعلمية، التي جمعت خبراء القطاع البحري العالميين وباحثين ومتدربين من مختلف القطاعات البحرية؛ بهدف تبادل الخبرات مع الجهات والمنظمات الدولية المعنية بالمجالات البحرية.

وشهدت ورش العمل مناقشات مستفيضة بين المتحدثين والحضور تبادلوا فيها وجهات النظر التي رسمت ملامح مستقبل الاستدامة في الصناعة البحرية، وعززت من تحقيقها من خلال توظيف التقنيات الحديثة، وبناء القدرات، وتبنّي الرقمنة والابتكار، كما سلطت الضوء على رحلة التحوّل الطموحة في الصناعة البحرية وأبرز نجاحاتها وتحدياتها، إضافة إلى دور التكنولوجيا في ضمان الاستدامة في الصناعة البحرية وغيرها، من المناقشات الثاقبة إلى التجارب العملية، التي أكسبت الحضور المعرفة حول التحديات والفرص المقبلة.

وجمعت ورش العمل في المعرض كلا من الأستاذ المساعد في الجامعة البحرية العالمية الدكتور يوهان بولمستن، وأستاذ مساعد في الجامعة البحرية العالمية الدكتور عارف فخري، حيث قدما عروضاً وأمثلة حول التطور في التعليم بالقطاع البحري، تناولا أهمية التدريب، وأثره على العاملين في القطاع البحري، معرجين على تجربتهم وبرامجهم التي حققت نجاحاً باهراً في تطوير مهارات المتدربين والطلاب منذ لحظة انضمامهم حتى تخرجهم وانخراطهم في حياتهم المهنية، وحصول العديد من المتدربين على مناصب قيادية في القطاع البحري في مختلف دول العالم.

وجاءت الورشة الثانية بعنوان التحول الرقمي في الموانئ البحرية، أوضح فيها المتحدث المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Escola Europea إدوارد رودس، أهمية أن ترتكز استدامة الصناعة البحرية على ثلاثة مجالات أساسية، تتمثل في حماية البيئة، والجدوى الاقتصادية، والمسؤولية الاجتماعية، التي تضمن التواصل والاتصال الفعال والمعزز بين السفن والموانئ في العالم، مشيراً إلى أن تعزيز الاتصال والربط بين الموانئ البحرية يعتمد على بناء القدرات وتنميتها، وهو أمر مفيد ويحقق الأهداف التنموية التي اعتمدتها الأمم المتحدة.

وبين أن الموانئ البحرية تلعب دوراً حاسماً في تسهيل التجارة الدولية والأنشطة البحرية، مستعرضاً بعض مرافق الميناء الحديثة ومحطات الحاويات والعمليات البحرية التي تجري في الموانئ البحرية، التي اكتسب فيها المتدربون نظرة ثاقبة حول أهمية الميناء في تعزيز النمو الاقتصادي، والاستدامة في الصناعة البحرية، مؤكداً أن التحول الرقمي في الموانئ البحرية شهد تطوراً هائلاً في السنوات الأخيرة.

وسلّطت ورشة عمل متخصصة في المناهج التعليمية والاستدامة الضوء على فرص التدريبية والعلاقة بين الكادر الأكاديمي والطلاب، بين فيها نائب مدير تجربة المتعلم في الأكاديمية البحرية الوطنية المهندس ماثيو ستيورات أنه يجب تنمية ثقافة دعوة الخبراء في صناعة القطاع البحري لزيارة المؤسسات التعليمة، وإلقاء المحاضرات ومشاركة الأبحاث، بناءً على تجاربهم لكل من الكادر الأكاديمي والطلاب لدمجهم في التخصص، مشددا على أهمية أن يتشارك الأكاديميون في تقديم الدورات وورش العمل مع الشركات، وذلك لتعزيز المعرفة وتعزيز التعاون بين جميع الأطراف في الصناعة البحرية.

وناقشت الورشة الرابعة مستقبل البحارة في تحول القطاع البحري أبرز من خلالها مدير العمليات البحرية في ISWAN المهندس جيراج بحري تأثير التكنولوجيا على البحارة مع أهمية وجود التشريعات المناسبة لتنظيم عملهم، حيث سيتم إعادة تأهليهم مهارياً ومهنياً، وعلى مستوى المعدات؛ من أجل الحفاظ على سلامتهم.

واشترك الدكتور فخري مع الدكتورة الخنساء لغدمي أستاذة قانون وسياسية العمل البحري في الاتحاد الدولي لعمال النقل في الورشة الأخيرة للمؤتمر حول مستقبل العمل البحري، تبادلا خلالها الخبرات حول نمو مستقبل مستدام للقطاع البحري، وتناولا أحد أهم التحديات الكبرى التي تواجه الصناعة البحرية، الذي يتمثل في الحد من الانبعاثات الكربونية، وهو ما يتطلب اكتشاف تقنيات حديثة وأنواع وقود جديدة ومعايير حقيقية على مستوى الصناعة البحرية، ألا أن هذه التحديات تكشف لنا عن فرص جديدة لإعادة اكتشاف الصناعة وابتكارها، وإعادة التفكير بعلاقتنا مع المحيطات ومستقبل العمل البحري.