الأذى النفسي
بقلم :عايده حسن عيد
كيف يولد الأذى النفسي وما أسبابه وإلى اي مرحلة قد يأخذنا ؟
نعيش في عاصفة من الضغوطات ونستهلك الكثير من المشاعر لضبط حالتنا النفسية خلال اليوم كي نسلم من أي ردة فعل مع الآخرين قد تلحق بنا أضرارا نفسية لسنا مستعدين لصدها أو ردها ..
وبينما نحن نحاول استخدام الهدوء قدر الإمكان حرصًا منا على صحتنا وعلى تقديرنا للجميع والتزامًا منا بقوانين التربية التي غرسها الأهل في أفئدتنا والتي تجبرنا على التحمل وعدم الاستهتار بمشاعر الآخرين... لنصبح بعد كل هذا الضغط كالزجاج المهشم لأننا تلقينا الضربات بصدر رحب وانفعلنا بصمت واجتهدنا في ترميم العلاقات وتنازلنا عن أشياء نحبها لإرضاء من نحب واخترعنا لهم المبررات وعلى الرغم من قساوة تصرفاتهم وكلماتهم المؤذية نضعف أمامهم ونرضى بكل الصفات والإهانات والجراح التي قدموها لنا دون معرفتنا لأسباب هذا الظلم الذي لا نستحقه ..
وهنا تحاصرنا الندوب ونخسر قدرتنا على التحمل ونبحث عن العزلة لنعالج ما يمكن معالجته لأنهم لا يشعرون بوجودنا ولا يعرفون كم أحببناهم وكم تألمنا من أجل إسعادهم ،وكم كان الجرح عميقًا لأنه جاء منهم .
استخفوا بمشاعرنا واستهلكوا ما يمكن استهلاكه منها ولم يتنازلوا عن كبريائهم وأفصحوا عن رغبتهم بعد وجودنا في حياتهم واعترفوا بأننا عبء وأنهم يبحثون عن أشخاص يشبهونهم لأننا لم نصل بعد إلى مقامهم .
وبعد تلك المواقف يريدونك طبيعيًا وبصحة جيدة وعليك الوقوف بمفردك لأن لغة الاحتواء لا يستخدمها أحد سواك فافعل ما ينتظرونه منك، قف أمام حزنك وجراحك بقناع الفرح ولا تنتظر منهم العطف فمن يتحمل كل هذه الضربات من أقرب الناس إليه يستطيع الخروج من بؤرة الاستخفاف والاستهتار والإذلال ويستطيع تقدير نفسه بتنفيذ رغبتهم بالابتعاد عنهم وتحريرهم من صدقك معهم ومن حبك النادر في زمن التزيف .
إبدأ من جرحك الأخير واحرص على بناء شخصية جديدة في داخلك فعندما تستهين بنفسك يستهين الجميع بك وتأكد أنك تستحق الحب والتقدير وأنه لا ينقصك شيئًا مهما أحبطوك ونزعوا ثقتك بنفسك وتذكر انك الوحيد القادر على معالجة الأذى الذي لحق بك فالقلوب المفعمة بالحب والحياة لا تنزلق في دائرة البؤس والإحباط....والأذى النفسي قضية يتحمل عواقبها وعقوبتها كل من رعى نفسه ونسي مراعاة الآخرين .
#عايده_عيد