الأحد 28 أبريل 2024 مـ 10:15 صـ 19 شوال 1445 هـ
جريدة النور
نادي النصر الرياضي
نادي النصر الرياضي
رئيس التحرير محمد حلمي

من أجل حياة أرقى ... الخدمات البنكية في زمن الكورونا

نحن من نخلق الازمات... نحن من نتسبب في معاناة بعضنا البعض فمع سهولة الإجراءات الاحترازية من كورونا إلا أن سوء استخدامها قد يتسبب في تأخير تقديم الخدمة ... نعم الدولة قامت باجراءاتها الاحترازية وحددت مواصفات التعامل مع هذا الظرف الاستثنائي لكن المسئولين غالبا ما يساهمون بقصد او عن غير قصد في معاناة المواطنين. مثال واقعي أينما سرت في شوارع مصر كلها وقابلك فرع لأحد بنوك الدولة تجد زحاما شديدا امام البنك بل ان بعض البنوك قد احتلت ارصفة الشوارع ووضعت السرادقات المعززة بالكراسي لراحة اصحاب المعاملات ولكنها - أي البنوك - نسيت اهم شيء وهو توفير عدد واف من موظفيها لانجاز معاملات تلك الجموع الغفيرة التي تزور البنك بوميا. لقد مررت بتجربة غير جيدة فعلى مدى يومين لم اتمكن من دخول البنك لانجاز معاملة لي مع إنني في اليوم الاول كنت امام البنك في التاسعة الا ربع صباحا واخذت رقم ٥٨ (خدمة عملاء) وسألت على الرقم الذي تقدم له الخدمة فقيل رقم ٩ فقلت كلها ساعة ونصل الي رقمي باعتبار ان هناك عددا وافرا من الموظفين مقدمي خدمة العملاء (تلك الخدمة التي غالبا ما تستغرق وقتا عن بقية الخدمات البنكية) ولكن انتصف النهار وانا في انتظار دوري، ذهبت لصلاة الظهر وعدت فوجدت ما تم إنجازه ١٥ معاملة فقط وظللت امام البنك على امل الحصول على الخدمة ولكن جاءت الساعة الثانية ليغلق البنك ابوابه في وجه اصحاب خدمة العملاء الذين كانوا في أشد الاستياء لانتطارهم طوال اليوم دون الحصول على خدمة، والانتظار لغد يمكن ان يحصلوا عليها او تستمر معاناتهم فكل ما تم انجازه على مدار اليوم ٢٨ معاملة خدمة عملاء فقط لا غير وانا على ذلك من الشاهدين ، وهو شئ يدعو للاستياء والاستغراب. المهم ذهبت مبكرا في اليوم التالي وعزمت على الحصول على الخدمة وبالفعل كنت امام البنك في تمام الثامنة وحصلت على رقم ٧٤٤ لخدمة العملاء قبل ان يفتح البنك أبوابه بنحو ساعة واكتشفت ان هناك أكثر من ٩٠ رقم قبلي فقد بدأت خدمة العملاء من ٦٥٠ وتساءلت اذا كنت انا قادم قبل ان يفتح البنك ابوابه بنحو ساعة فمتى اتى صاحب الرقم ٦٥٠، فقيل لي انه يتم توزيع الارقام بدءا من الساعة السادسة صباحا ورغم استغرابي لقدوم موظف بالبنك مبكرا لتوزيع الارقام إلا إن الواقع يقول ذلك، وعلقت ضاحكا يعني الواحد يصلي الفجر ويحضر للبنك لكي يحصل على رقم وإلا لن يستطيع الحصول على خدمة بنكية !!! . المهم بدأ العمل وانتظرت ان يحين دوري ولكن هيهات هيهات فقد مضى الوقت لليوم الثاني على التوالي واقتربت الساعة من الواحدة والنصف أي لم يتبق سوى نصف ساعة ويغلق البنك أبوابه في وجهي ووجه العشرات من المنتظرين، وهنا تظهر المعرفة وتأثيرها على حياتنا فقد تمكنت بسببها في الحصول على الخدمة قبل ان يغلق البنك ابوابه بعشر دقائق . والسؤال هنا من السبب في هذا التكدس مؤكد انها ليست كورونا بل أصبحت كورونا شماعة نعلق عليها ونبرر الكثير من تصوفاتنا غير السليمة.. فهل اقول الاهمال او التقصير او بقاء الموظفين بمنازلهم ام الاجازات او الرتم البطيئ لا ادري اي من الأسباب تؤدي إلى ذلك الانتظار الرهيب والتكدس المخيف وفي النهاية تجد المنجز لا يقارن بتلك المعاناة في التعامل. قبل ازمة كورونا كان التعامل في البنوك اسرع وغالبا لا تستغرق المعاملة ساعتين على اقصى تقدير فقد كان هناك وفرة في عدد الموظفين الذين يقدمون الخدمة وكان هناك تنسيق أرقى ولكن مع تشريف كورونا تغير النظام فجميع أصحاب المعاملات في الشارع ولا يدخل الا القليل وبناء على نظام ورقي فالنظام الالكتروني متوقف لحين الفصل بين السلطات اقصد انتهاء أزمة كورونا واصبح الانسان الذي يريد ان يقوم بزيارة للبنك لابد ان يأخذ اجازة من عمله لأنه من المحتمل ان يفطر ويتغدى امام البنك لينجز معاملته هذا إذا انجزها . وللأسف لم يتغير الوضع كثيرا بعد أن عادت البنوك إلى العمل بشكل طبيعي أي من الساعة الثامنة والنصف صباحا وحتى الثالثة عصرا، فمازالت الجموع امام البنك ومازال تقديم الخطوة يستغرق وقتا اطول من المعتاد مع ان الإجراءات الاحترازية قد خفت بعض الشئ، ويمكن انجاز المعاملات بشكل افضل وأسرع وهذا ما نتمناه خلال الأيام القادمة