الخميس 25 أبريل 2024 مـ 09:35 صـ 16 شوال 1445 هـ
جريدة النور
نادي النصر الرياضي
نادي النصر الرياضي
رئيس التحرير محمد حلمي

أزمة الأمة في انحدار اخلاقها

الأخلاق عنوان الشعوب، و أسس التحضر للأمم، ولذلك وضعت دول كثيرة مادة دراسية هي الاخلاق لتعليم أبنائها مبادئ وقيم وأسس الأخلاق، بهدف ترسيخ هذه القيمة لكل أجيالها.حتي تنهض مؤكد أن الأخلاق لها دوراً أساسياً فى تغيير المسار العام للأمة بكاملها، على اعتبار أن الأخلاق والضمير أهم ما ميز الإنسان، وهما دعائم النزاهة والشفافية والعمل والاجتهاد ومواجهة الفساد والرشوة والمحسوبية، كما أنهما دليل صادق لسلوك المجتمعات ومدى تحضرها، وعلينا أن نواجه أنفسنا بالحقيقة، لأننا أمة تعانى منذ فترة من أزمة حقيقية فى الأخلاق، وتنعكس على المجتمع فى شكل سلوكيات سلبية كثيرة، وتشكل خللاً جسيماً فى المجتمع يتعارض ويتضارب مع كل ما تنادي بيه كل الاديان على منذ ان خلق السماوات و الارض من حتي تنموي و تزدهر الحياة للانتقال إلى بكل ما تعنيه من تطور وحداثة . وهذا التحضر يعنى بالضرورة سلوك المواطن ووعيه بقيمة الخدمات المتطورة التى تقدمها له الدولة، وكيفية التعامل معها والحفاظ عليها، وهو أمر يحتاج إلى إنسان لديه قدر من الوعى والأخلاق تحدد سلوكه مع المنشآت العامة.يجب المحافظه عليها.. مؤكد أن أخلاق الإنسان وسلوكه لا تتجزأ فى التعامل مع العام أو الخاص، وهناك دلالات كثيرة تشير إلى أن المجتمع المصرى يعانى أزمة حقيقية فى هذا الشأن.. وقبل أيام شهد المجتمع فاجعة انتحار فتاة بريئة فى عمر الزهور، بسبب عبث أحد منعدمى الأخلاق بعد أن نشر صورة لها مركبة على صور فاضحة بهدف ابتزازها، وهو ما أدى إلى إصابتها باكتئاب نفسى أدى إلى انتحارها، وتركت رسالة هزت مشاعر الجميع، وفى اي انسان عادي سوي. أن رسالة «بسنت خالد» موجهة لنا جميعاً وجرس إنذار بخطورة ما يحدث في المجتمع على مستويات عدة، وإن جان أخطرها الذباب الإلكترونى الذى يسيطر على وسائل التواصل الاجتماعى، وبات أخطر وسائل الابتزاز والتشهير والإساءة والتشويه وإلصاق التهم الجزافية بالشرفاء بعد أن ماتت ضمائر هؤلاء البشر وانحدرت أخلاقهم إلى الدرك الأسفل، وللأسف تحولت وسائل التواصل الاجتماعى إلى بيئة فاسدة انهارت فيها كل القيم والأخلاق وباتت أماكن آمنة للتحرش والابتزاز الجنسى وبيئة خصبة للتآمر والابتزاز السياسى، وهناك من السياسيين الذين يستأجرون أعدادا من الذباب الإلكترونى ومنتفعى العمل السياسى لتشويه خصومهم من السياسيين الاخرين وإرهابهم، والأخطر أن البعض ينجرف خلفهم بدون وعى وإدراك لحقائق الأمور، كما تحولت وسائل التواصل الاجتماعى إلى ملاذ آمن للنصابين والفشلة فى الحياة العملية بعد أن وجدوا ضالتهم فى العالم الافتراضى بهدف النصب على المواطنين، فنجد من يدعى أنه رجل أعمال ، وغيرها من المسميات التى لا وجود لها فى الواقع داخل مؤسسات الدولة، وهو أمر أصبح فى حاجة شديدة إلى تفعيل القوانين من جانب، وتحديث بعض التشريعات الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعى من جانب آخر لمواجهة أزمة المجتمع. يجب علي القيادة السياسية أن تتحدث كثيراً فى قضية الوعى،وما فعلته السيدة «بشرى سرور» التى تصدت لشخص يعتدى على طفلين، نحيها عليها يجب أن نستعيد ونرسخ أعظم ما يملكه الإنسان، وهى الأخلاق التى ينطوى تحتها صفات النزاهة والشرف والصدق والأمانة والشهامة والمروءة وحفظ اللسان والإحسان، وغيرها من صفات الإنسانية التى حضت عليها كل الرسالات السماوية، ولخصها أمير الشعراء أحمد شوقى فى بيتى شعر هما: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا وإذا أصيب القوم فى أخلاقهم ... فأقم عليهم مأتماً وعويلاً