الخميس 18 أبريل 2024 مـ 08:32 مـ 9 شوال 1445 هـ
جريدة النور
تصدر عن حزب الأحرار الاشتراكيينرئيس الحزب طارق درويش
نادي النصر الرياضي
نادي النصر الرياضي
رئيس مجلس الإدارة عصام حسنرئيس التحرير محمد حلمي

من أجل حياة أرقى برامج التواصل وهدم القيم

تفاءلنا منذ سنوات بظهور الانترنت ومن بعده أو بسببه ظهرت برامج التواصل الاجتماعي والتي أظهرت في بدايتها الجانب الايجابي الذي سعدنا به فقد قربت المسافات والتقى الاهل على البعد وتنوعت وزادت الصداقات رغم بعد المسافات، وتم الاستفادة العلمية والثقافية الواسعة، وكدنا ان ننسى الكتاب الورقي لاتاحته بسهولة على تلك البرامج لدرجة ان التيسير الذي حققته تلك البرامج أتاح لأي إنسان الاستفادة من الكتاب وهو مستلقي على أريكته مغمض العينين فما عليه سوى تشغيل الكتاب الصوتي ليجد من يقرأ له الكتاب من بدايته إلى نهايته ، كما ساعدت تلك البرامج الباحثين والعلماء وطلاب العلم والمثقفين في انجاز أبحاثهم ومشروعاتهم العلمية وساعدت على تطور البشرية بشكل أوسع حتى أصبحت المنافسة بين دول العالم التكنولوجي شرسة لتظهر لنا بشكل مستمر الجديد في هذا العالم الفريد، ولعلني أتذكر ذلك العالم الضرير في إحدى الفضائيات الذي أكد على ان تلك البرامج الحديثة ساعدته على إدارة شئون حياته كالمبصر.
وسط كل هذا المنجز البشري في خدمة البشرية وإسعادها نجد من يستغل هذا المنجز الخيري ليكون وسيلة للشر كاستخدامه في الاستغلال والرشوة والنصب والسرقة والسطو الالكتروني على البنوك وسحب أرصدة العملاء بالاحتيال والاستيلاء على مال الغير وغيره من الجرائم التي يرتكبها أصحاب النفوس الضعيغة مستغلين هذه البرامج في تنفيذ مخططاتهم الدنيئة.
وامتدادا لهذا الاستغلال السيئ لتلك البرامج ما نشاهده خلال الفترة الماضية وامتدت بشاعته هذه الأيام لتخرج لنا صورا سلبية يندى لها الجبين كالتنمر وتبادل السباب وفضح الآخر بنشر صوره او استغلالها استغلالا سيئا مما تسبب في كثير من المشاكل واتساع نطاق القضايا بسبب هذا الاستغلال غير الحضاري لتلك البرامج، وما حدث مؤخرا يؤكد على انه يجب ان تكون هناك وقفة لكل تلك الأحداث مثل حادثة انتحار إحدى الفتيات بسبب انتشار صور لها مفبركة قام شباب عديمو الضمير بنشرها على برامج التواصل، فأقدمت الفتاة على الانتحار للضغوط النفسية الشديدة التي تعرضت لها نتيجة هذا الفعل المستهتر من شباب لم يدركوا خطورة ما قاموا به.
وثاني تلك الحوادث ما أثارته إحدى المدرسات والتي كانت في رحلة ترفيهية تابعة لإحدى النقابات التعليمية وقامت بالرقص وسط زملائها فقام احدهم بتصويرها ونشر الفيديو على برامج التواصل الاجتماعي فتم تداول الفيديو على نطاق واسع مما سبب لها مشكلة مع اسرتها وجيرانها وامتد تأثير هذا النشر ليصل إلى وزارة التربية والتعليم التي قررت الاستغناء عن خدماتها باعتبار انها من المفروض ان تكون قدوة لطالباتها فكان عليها ان لا تقوم بهذا الفعل، ورغم إعادتها لعملها إلا انها خسرت كثيرا من رصيدها لدى عائلتها ومجتمعها الذي تعيش فيه.
مؤكد ان حادثة المدرسة لنا عليها الكثير من التحفظ فهي بالفعل تمثل قدوة لطالباتها وكان عليها ان تتذكر ذلك قبل ان تقوم بهذا الفعل غير التربوي ولكن الخطأ الاكبر يقع على من صور دون اذن صاحبة الشأن بل ارتكب الفعل الاقبح وهو نشر ما قام بتصويره على برامج التواصل مما تسبب في هذا الاذى الكبير للمدرسة، فلو لم يتم التصوير لما سمع احد برقصها ولما كان هناك موضوع يتم تداوله.
اما حادثة الانتحار فجرم الجناة أبشع فقد سمحوا لأنفسهم الخوض في الأعراض دون وازع من خلق او دين فقاموا باختيار وجه فتاة وتركيبه على جسد أخرى لتظهر صور منافية للآداب ونشر تلك الصور أيضا على برامج التواصل فانتشرت الصور كانتشار النار في الهشيم مما تسبب في أذى نفسي للفتاة لم تستطع تحمله فأقدمت على الانتحار وهي تعلم جيدا ان قرآنها الذي تحفظه نهى عن قتل النفس .
إنني أطالب بتشريع عاجل يقنن وينظم استخدام تلك البرامج وتشديد العقوبة لكل من يستغلها استغلالا سيئا لتنفيذ أغراضه الدنيئة وخصوصا ان هذه البرامج في تطور مستمر وإذا لم يكن لدى الدولة القدرة على مواكبة قوانينها لتلك التطورات لوجدنا معدل تلك الجرائم زاد ولكثرت المشكلات في المجتمع مما يهدد قيمه واخلاقياته ومعتقداته.