الثلاثاء 4 نوفمبر 2025 08:46 مـ 13 جمادى أول 1447 هـ
بوابة النور الاخبارية
رئيس التحرير محمد حلمي
×

الأدب في الحضارة الفرعونية : صوت الإنسان المصري القديم

الثلاثاء 4 نوفمبر 2025 01:08 مـ 13 جمادى أول 1447 هـ

لم تكن الحضارة الفرعونية مجرد معابد شامخة وتماثيل ضخمة تسرد قصة المجد القديم بل كانت أيضًا حضارة الكلمة والفكر والأدب فقد عرف المصري القديم الكتابة قبل آلاف السنين وسخّرها للتعبير عن ذاته ومعتقداته فكان الأدب عنده مرآة لروحه وعقيدته ومجتمعه
بدأت ملامح الأدب المصري القديم مع اختراع الكتابة الهيروغليفية التي فتحت الباب أمام الإنسان ليحفظ أفكاره وحكمته على جدران المعابد وورق البردي ولم تكن النصوص مجرد كلمات جامدة بل كانت تنبض بالحياة تحمل دعوات إلى الخير وتحذر من الظلم وتغرس في النفوس القيم والأخلاق
ومن أبرز النماذج الأدبية التي وصلتنا تعاليم الحكيم بتاح حتب وهي من أقدم النصوص الأخلاقية في التاريخ تدعو إلى الصدق والتواضع واحترام الآخرين كما نقرأ في قصة سنوحي ملامح الأدب القصصي إذ تتجلى فيها مشاعر الإنسان تجاه الوطن والاغتراب والعودة في تصوير إنساني بالغ الرقة والعمق
كذلك ارتبط الأدب بالدين ارتباطًا وثيقًا فظهرت النصوص الدينية مثل كتاب الموتى الذي عبّر عن إيمان المصري بالحياة الأخرى وعن تصوره للعدالة الإلهية ومصير الإنسان بعد الموت وكانت هذه النصوص تحمل بلاغة شعرية وأسلوبًا رمزيًا يعكس عمق الفكر الديني والأدبي في آنٍ واحد
لقد كان الأدب في الحضارة الفرعونية صوت الإنسان المصري القديم يعبر عن وجدانه ويمزج بين الحكمة والشعر بين الإيمان والخيال ليترك لنا تراثًا أدبيًا خالدًا يُعد من أعظم ما أنتجه العقل الإنساني
يقول عالم الآثار سليم حسن في موسوعته مصر القديمة :
( لم يكن الأدب عند المصريين القدماء تسلية أو لهوًا بل كان رسالة تهذيب وتوجيه تُرشد الإنسان إلى الفضيلة كما ترشده العقيدة إلى الإيمان )
كما يؤكد الباحث أحمد بدوي أن
( الأدب المصري القديم ليس ماضيًا منسيًا بل هو تراث حيّ ما زال يمدّنا بالقيم الإنسانية العليا )